بسم ألله الرحمن الرحيم

التدخل والانسحاب الروسي

================

تفاجئ الجميع بالتدخل العسكري الروسي في سوريا أذ أعتاد الجميع على أن يكون التدخل غالبا أن يكون من قبل أمريكا أو الدول الاوربية لكن الرئيس بوتين وهو أحد قادة الاستخبارات السوفيتية السابقة ال KBG فاجئ الجميع وأعاد صراعات الحرب الباردة للاذهان التي تغيرت كليا بعد أنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 لقد نحجت أمريكا والغرب في تحييد الخطر الشيوعي أنذاك الذي وصل لكوبا وهي أقرب نقطة مع أمريكا التي نجحت في جر الاتحاد السوفيتي بحرب أستنزاف في المستنقع الافغاني وبعدها وجدت روسيا أن القواعد الامريكية والغربية موجودة قرب حدودها بعد أن أنشغلت بالحرب في الشيشان وجاء الدور لتصفية حلفاء الاتحاد السوفيتي وروسيا وهما النظام العراقي والليبي وبسقوط هذان النظامين فقدت روسيا أهم حلفائها بالمنقة والعالم العربي وتضعضع معسكرها وضاع التوازن في الشرق الاوسط وأفريقيا كليا وبعد الانهيار الاقتصادي الكبير الذي عانت من روسيا جاء المنقذ بوتين ليعيد الامل لروسيا فبدأ بالتدخل العسكري بجورجيا وأنتزع القرم من أوكرانيا ثم وقف مع أيران والنظام السوري قبل أن يتدخل عمليا وعسكريا بالحرب الدائرة

أن هذا التدخل كان هو عبارة عن حربا خفية بين الدول الكبرى وكان يجيب أن يفرض الروس أنفسهم بالقوة فأغلب الفصائل السورية المعارضة هي تابعة لجهات منها الامريكية والتركية والعربية حتى جعلت من الساحة السورية ساحة لتصفية الحسابات وكل طرف يبتز الاخر وبدخول الروس أجبر الجميع على أقرار دور لهم وبعد أنتفاء الحاجة وتحقيق الغاية جاء الامر بالانسحاب الذي كان مفاجئ كأمر التدخل

لقد تأكد للروس أن أيران لايمكن الاعتماد عليها كحليف تعاديه كل الاطراف بالمنطقة ومثقله بالديون كما أن أذرعها تهاوت كليا في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبنفس الوقت أدركت الدول العربية أنها يجب أن تتفاهم مع الروس وهذا ماحدث بالفعل لانهاء أيران وأبعدت تركيا التي تبحث عن أدوار وحلفاء جاهزين وفشلت محاولتها في أعادة أمجاد الدولة العثمانية وتسيد مشهد الدول العربية والاسلامية بعد الدور الذي قامت به المملكة العربية السعودية وأعلانها عن ترأس تحالف عربي أسلامي وقبلها بلعت الطعم الروسي بفبركة أسقاط الطائرة التي قيدت تركيا كليا ومنعتها من القيام بأي تحرك بالساحة السورية يدخلها في مجابهه مباشرة مع الجيش الروسي مما حدى بها ألى التقارب مع أيران لتيحد أكراد سوريا وهذه المعضلة الاولى ولقطع الدعم عن جماعة ال PKK

هذه لعبة المعلم الروسية التي ضمنت حصتها بالتساوي مع الكبار الباقين ليس في سوريا فحسب بالمنطقة برمتها وكما حافظت عبلى ماكسبها في القرم وتركت الساحة لترتيب الاوراق كما تم الاتفاق بين الكبار الذين أن أعلنو أنها متفرقين ومتخاصمين أعلاميا وظاهريا لكن هناك قنوات أتصال خفية وأتفاقات سرية

الرفيق المقاتل

أبونضال الجميلي

بغداد المنصورة

16\3\2016